المرشد العام ومحل الكشري
آخر تحديث : الإثنين 02.04.2012 - 05:51 م
مدحت قلادة
ثورة عظيمة اقتلعت نظاما بائدا جثم على قلب ورئة المحروسة 30 عامًا عاش فيها الشعب المصرى تحت نير الاستبداد والدولة؛ كانت مصر العظيمة بمثابة مزرعة خاصة لأولى الأمر فقسموا دخلها بينهم فاستباحوا من فيها أرضًا شعبًا ثروات بحار جزر كل شىء قسم بين شرفاء الوطن ... وعبَّر الشعب المصرى عن ذلك بنكت رائعة ننذكر منهم اثنتانن على سبيل المثال؛ الأولى هى "وزير اتصل بالرئيس "مبارك" وحكى له أن ابنه "علاء" يريد قطعة أرض من أجود أراضي أسوان.. فما رأي سيادتك فكان رد الرئيس إديله هو أحد أفراد الشعب المصري ... واتصل الوزير مرة اخرى وصرح للرئيس أن ابنه يسعى لطلب أرض فى مرسى مطروح ... فكانت إجابة الرئيس أعطه .... ولم يمر يومان لا أن صرخ الوزير للسيد الرئيس قائلاً: "إلحقنى يارس ابنكم علاء يسعى لضم المساحات معًا ..... " بالطبع كناية على احتواء مصر ومن عليها شمالاً وجنوبًا ....
و"النكتة الثانية" ما الفرق بن نظام "مبارك" والورم .... فإن الإجابة معروفة للجميع الورم ممكن يكون حميدا ...وهذا ينطبق على الإخوان منذ نشأتهم ذكرناها مرارًا وتكرارًا، فصفاتهم التلون والبرجماتية واللعب مع كافة القوى السياسية لهدف واحد هو المكسب المكسب المكسب.
فجماعة الإخوان تعد أقوى جماعة براجماتية فى العالم قفزت على الثورة واستطاعت أن تحصد مكاسب يومًا بعد الآخر على حساب شهداء ودماء شباب الثورة، منذ البداية قدمت نفسها إنها المنقذ للمجلس العسكري تحت مسمى "خروج آمن" وبتعضيد المجلس العسكرى اكتسحت الانتخابات البرلمانية لمجلس الشعب ومجلس الشورى أيضًا، فهي سخرت المجلس العسكرى كحمل وديع لها فلم يعارض إنشاء الأحزاب الدينية مثل "الحرية والعدالة" و"النور" ولم يعارض التزوير الفج أمام اللجان .... وطحن شاب الثورة القمح ليأكله الجماعات الدنية ولم يسلموا من نعتهم بالكفر تارة وبالإلحاد تارة أخرى ....
وفي آخر المطاف رشحت جماعة الإخوان "الشاطر لسباق رئاسة الجمهورية، وسعيهم إسقاط حكومة "الجنزوري" ليؤلفوا حكومة من أعضائهم، وسعيهم لإعداد دستور يناسب فكرهم باغلبيتهم فى لجنة أعداد الدستور ... لتحتكر السلطات الثلاثة معا .... تمامًا مثل الحزب الوطني، فأصبح التغير فى الوجوه فقط ولكن نفس أساليب الاحتواء والانتهازية السياسية وتحقيق المنافع الشخصية .....
وأخيرًا اتذكر نكتة "محل الكشري" الذى وضع صاحب المحل صورة ضخمة له وبحانبه وصورة "علاء مبارك" ففى يوم دخل الرئيس المحل أثناء جولة انتخابية أراد أن يثبت بها إنه ابن الشارع المصري، فانزعج الرئيس من وضع صورة ابنه فى محل الكشري، وسأل صاحب المحل صورة من هذه فكانت الإجابة: "إنه علاء باشا ابن سيادتكم ياريس".. انت تعرفه .. ايوه ياريس هو شريكي فى محل الكشري ...
والآن وبعد سطو جماعة الإخوان على النقابات ونقيب الصحفيين واحد منهم، ومجلسي الشعب والشورى، وأعضاء الحرية والعدالة واللجنة التأسيسية لاعداد الدستور هم الغالبية، فبكل تاكيد أن الحكومة القادمة من جماعتهم، وبعد دخول "الشاطر" سباق الرئاسة فبكل تأكيد سوف توضع صورة المرشد العام فى محل الكشرى جانب صاحب المحل لسلوكهم مسلك "مبارك" وبطانته .