خالد صلاح يكتب.."كلمة واحدة": الناس أولا
الثلاثاء، 3 أبريل 2012 - 07:50
خالد صلاح رئيس تحرير جريدة "اليوم السابع"
هل تعرف أن كل الموضوعات المهمة، هى الموضوعات التى لم نتكلم فيها أو عنها بعد؟!
تلتقى الناس فى الشارع فلا يسألون عن مستقبل الجمعية التأسيسية، ولا عن بقاء الحكومة أو رحيلها، أو عن تسليم السلطة للرئيس المنتخب، أو عن مؤامرات الكذب والخديعة فى الساحة السياسية والحزبية، الناس تعرف أن كل ما يجرى ليس أكثر من «ضجيج بلا طحين» لا ناقة لهم فيه أو جمل.
الناقة والجمل اللذان ينتظرهما الناس، هما أن ينعكس كل هذا الضجيج على حياتهم اليومية، العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والناس تتطلع إلى ما تغفل عنه النخبة السياسية، تحت تأثير حرب تقسيم كعكة السلطة، الناس ترجو من الحياة أفضلها، أنبوبة بوتاجاز، وأجراً عادلا، وطريقاً آمنا، ومدرسة للعلم، وليست سوقاً للدروس الخصوصية.
الناس تعرف أن أهم أهداف الثورة لم يتحقق بعد، الثورة عصفت بوجوه وجاءت بوجوه أخرى، والثورة أطاحت باستبداد، وجاءت بأحلام فى استبداد جديد، والثورة كسرت شوكة نظام هيمن على السلطة، وجاءت بفريق يطمح لأن يرث دور النظام البائد فى الهيمنة.. الناس تعرف أن ما تحلم به لا يزال بعيدا، والنخبة السياسية والحزبية تخطئ، إن تصورت أن البشر فى هذه البلاد يشاركونهم هذه اللعبة الساذجة للكراسى الموسيقية.
أيها السياسى الطامح والطامع فى السلطة.. اسأل الناس من حولك أرجوك، اسأل سائق التاكسى، والبواب، وصاحب محل البقالة، وسائق التوك توك، والسيدات اللاتى يصطحبن أولادهن إلى مراكز الدروس الخصوصية فى القرى، والآباء الذين يلملمون ما تبقى من فتات رواتبهم للإنفاق على الدواء والعلاج، واسأل الطوابير التى يحترق أهلها أمام المخابز، أو أمام وحدات الطوارئ فى المستشفيات العامة، اسألهم جميعا لتعرف أن النخبة السياسية والأحزاب القديمة والجديدة، والحكومات المتعاقبة، وأهل البرلمان من الأكثرية والأقلية.. لم تفعل شيئا يذكر لصالح هؤلاء البشر.
كيف يمكننا أن نصنع دستورا للحريات فى بلد حبيس الفقر؟ وكيف يمكننا أن نضمن دولة للحريات، وتداولا حرا للسلطة فى بلد ضاعت فيه الأولويات، وأصبح الناس فى ذيل قائمة الأولويات؟ الناس الذين يجب أن يعمل السياسيون من أجلهم.. صاروا أرقاما فى صناديق الاقتراع، تلجأ إليهم الأحزاب فى ساعات الحروب الانتخابية، ثم تهملهم وكأنهم فى مخيمات اللاجئين على أرض بلادهم.
الناس أولا أيها السادة الحكام والأحزاب الجدد.
الناس أولا وإلا ضاعت مصر وضعنا إلى الأبد.