جدل فى الكنائس المصرية
أدى سفر 61 مصريا قبطيا إلى تل أبيب لزيارة القدس فى زيارة، قالوا إنها دينية، إلى حالة جدل كبيرة بين الكنائس، حيث أكدت الكنائس المصرية على موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، حتى يتم تحرير الأراضى المقدسة ومشاركة الأقباط أشقائهم المسلمين فى الدخول معا للقدس.
وأكدت الكنائس على أن الموقف الرسمى للكنيسة ثابت منذ زمن طويل، ولكنها لا تستطيع فرض قيود على بعض الأفراد الذين يذهبون تحت حلم "الحج والتقديس فى موسم أيام أسبوع الآلام وصلب المسيح، ولا يمكنها منع بعض الحالات الفردية، ولكنها لا تعطى أى تصريح كنسى بذلك، وجاء رد الكنائس واضحا حول زيارة بعض الأقباط للقدس خلال هذه الأيام وسفر 61شخصا للقدس.
وأكد الأنبا باخوميوس، القائم مقام البطريركى على أن جميع القرارات التى أخذها البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث، لم يتم تغييرها أو الرجوع فيها، وأن جميع القرارات الكنيسة ملتزمة بها ومنها القرار الخاص بمنع الأقباط من زيارة المقدسات بالقدس بفلسطين سارى، لأنه موقف تاريخى ووطنى للكنيسة، مشيرا إلى أن الكنيسة تؤكد على موقفه الوطنى الداعم للقضية الفلسطينية وتسير فى إطار ما رسخه بابا الكنيسة الراحل وترفض أى زيارات للقدس.
وأكد القائم مقام ردا على بعض الزيارات على أن الكنيسة لا تعلم شىء عن هذه الزيارات الفردية ولم تعطى أى تصريح كما لا تعلم الانتماء للطوائف التى ينتمى إليها المسافرون، مشيرا إلى أن فى مصر طوائف متعددة لا تخضع للكنيسة الأرثوذكسية، ولكن فى النهائية موقف الكنيسة ثابت وأن الكنيسة لم تعط أى تصاريح لأى قبطى بشأن زيارة القدس.
وأضاف أن الكنيسة تمر بمرحلة حساسة فى ظل رحيل البابا والانشغال بالإعداد للانتخابات الجديدة للبطريرك.
أكد الدكتور القس اندريه زكى، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية على أن موقف الكنيسة الرسمى واضح، وهو عدم دخول القدس إلا مع الأشقاء المسلمين عندما تحرر الأراضى المقدسة، وفى ذات الوقت فهى لا تتحكم فى حرية أفرادها، فالكنيسة مؤسسة دينية لا تتحكم فى حرية الأفراد ولا تفرض وصاية عليهم، ولكنها لا تعطى أى تصاريح بشأن السفر، ولذا فجميع السفريات للقدس أتت بشكل شخصى فردى.
وأكد الأنبا يوحنا قلتها، نائب البطريرك الكاثوليكى على أن الكنيسة الكاثوليكية لا تتدخل فى شئون الأفراد، فهى مؤسسة للعبادة ولا يمكن تتتبع حركة الأفراد ولا تتدخل فى شئونها فموقف الكنائس واضح ولكن حرية أفرادها شأن خاص بهم.
وقال القس روفائيل سامى، المتخصص فى التاريخ القبطى: إن قرار الكنيسة واضح ولا أحد يشكك فيه، ولكن دائما ما كان بعض الأفراد يذهبون دون علم الكنيسة فى إطار الطيبة المصرية الذى يرغب فى التقديس وزيارة قبر المسيح والتبارك بها فى إطار دينى وليس تنازل عن الموقف من القضية الفلسطينية، كما أن ربما تكون زيارات من أقباط الخارج للقدس أو عاملين أو زيارة رعوية الأقباط للمسيحيين هناك، وهذه زيارات استثنائية ولكن قديما عندما كان شخص يعترف بمخالفته للقرار فى عهد البابا، كان يحرم من الأسرار المقدسة لفترة محدده أو يقدم اعتذار عن ذلك فتسامحه الكنيسة.
ويعود قرار منع الأقباط من زيارة القدس لقداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، الذى أصدر قرارا بمنع زيارة الأقباط ورفض الدخول للقدس إلا مع الأشقاء المسلمين عندما تحرر القدس من الاحتلال الإسرائيلى، واعتبار أن قضية فلسطين هى قضية لكل المصريين، وعلى هذا الأساس قامت جميع الكنائس المصرية بالالتزام بهذا القرار، وإن كان بعض الأقباط يذهبون بشكل فردى دون إخبار الكنيسة.
وكان البابا قد قال فى أحد لقاءاته: إنه لا تراجع عن قرار منع سفر الأقباط إلى القدس، إلا أن القرار له بعض الاستثناءات مثل تسيير بعض الأمور الخاصة هناك حيث وافق على سفر بعض المقاولين إلى هناك، وقال البابا: إنه يسمح أيضًا لبعض رجال الدين الذين يتولون شئون الممتلكات القبطية بالسفر إلى هناك، كما سمح لطالبة فى الجامعة الأمريكية بالسفر مع مجموعتها الدراسية فى مهمة تعليمية هناك.