فى الوقت الذى استأنفت لجنة القيد فى انتخابات البابا المعروفة بلجنة الخمسة عملها اليوم من الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة برئاسة الانبا مرقس اسقف شبرا الخيمة ، تصاعدت الاتجاهات داخل الكنيسة لرفض ترشيح المطارنة لمنصب البابا الجديد.
وتعكف لجنة القيد - بحسب مصادر داخل الكنيسة - على تنفيذ توجيهات القائم مقام الانبا باخوميوس للاسراع فى عملية القيد واجراء حصر شامل لكل الايبراشيات داخل وخارج مصر وحثها على سرعة الانتهاء من قوائم الناخبين وعددهم 12 من كل ايبراشية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يحاول فيه علمانيون - عموم الاقباط - دفع العملية الانتخابية نحو ان يكون ابرز المرشحين للمنصب من الرهبان العاديين وسد الطريق امام كبار المطارنة لتقلد هذا المنصب وذلك بالمخالفة للائحة 1957 واستنادا الى قرارات احد المجامع الدينية المعروفة بمجمع نيقية فى القرن الميلادى الرابع والذى رفض ترشح المطارنة لمنصب البابا استنادا الى ان علاقة المطران بالايبراشية اقرب الى علاقة الزواج الكاثوليكى لا يمكن الانفصال عنه الا بالوفاة.
وقد لجأت العديد من المنظمات القبطية اخرها تجمعات قبطية فى الاسكندرية- بحسب المصادر - الى جمع توقيعات وارسالها الى المجمع المقدس فى محاولة لحشد الرأى العام القبطى فى هذا الصدد.
وبينما اكد الانبا باخوميوس -وفقا لدوائر مقربة منه - انه لاتراجع نهائى عن فكرة الالتزام التام بلائحة 1957 والتى تبيح للمطارنة الترشح الا ان الدوائر الكنيسة ذاتها وصفت هذه المجموعات التى تحشد فى اتجاه منع المطارنة الى رغبتها فى ابعاد سكرتير المجمع المقدس والذى يرأس ايضا لجنة محاكمات رجال الدين والمعروف بأرائه المتشددة والتى يراها كثيرون خطرا على الكنيسة .
ورغم تعاطف قطاع كبير من الاقباط - على حد تقدير مصادر كنسية - مع ترشح القائم مقام الانبا باخوميوس وهو مطران للبحيرة ومطروح وليبيا بعدما اظهر من مواقف حكيمة فى ادارة الكنيسة عقب رحيل البابا شنودة الا ان اعتذار الانبا باخوميوس جعل قطاع كبير يغلق ملف الاستعانة بالمطارنة ويفضل تصعيد رهبان غير معروفين.
وفى نفس الوقت تحاول منظمات حقوقية قبطية ومجتمع مدنى وهيئات كنسية الدفع بعدد من الرهبان الى منصب البابا ونجحوا بالفعل فى اقناع القمص روفائيل افامينا والقمص شنودة الانبا بيشوى من الولايات المتحدة واليوم فقط دخل الراهب مكسيموس الانطونى الى دائرة الترشيحات.
الا انه- وبحسب المصادر الكنيسة - فان فرصة الرهبان مازالت ضعيفة ومحدودة فعددهم لا يتجاوز ثلاثة بين 17 مرشحا تم تسريب أخبار عن خوضهم الانتخابات البابوية.
اما المشكلة الأصعب هو محدودية معرفة الناس بهم فكلهم يعملون في الظل ولا يتمتعون بنفس الشهرة والتواصل مع الجماهير الذى يتمتع به الأساقفة والمطارنة.
وتقول دوائر قبطية داعمة لوصول الرهبان الى الكرسى البابوى ان الكنيسة فى حاجة الى رجل دين روحى فقط فى المرحلة القادمة ولايتعاطى السياسة الا فى اضيق الحدود ويتبنى الفصل التام بين الدين والسياسة.
وفى تقدير مصادر كنسية مقربة من المجمع المقدس ان لائحة 1957 ستطبق بكل تفاصيلها وسيخوض الترشيح المطران والاسقف والراهب وسيبقى الاختيار الالهى فى القرعة الهيكلية هو الفيصل النهائى والذى يحدد ارادة الله فى مطران او راهب لرعاية الكنيسة القبطية.